‫الرئيسية‬ طريق الحقيقة أبو إلياس – طريق الحقيقة رقم 1

أبو إلياس – طريق الحقيقة رقم 1

طريق الحقيقة رقم -1-

وجهة نظر إنسان عربي في حقيقة كردية

إنني إنسان عربي ولدت من أب وأم عربية وأعيش في جغرافية عربية . أعمل وطموحاتي هي إعلاء شأن أمتي في كل نواحي الحياة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً . تلك هي حقيقتي . أعتز بها . وأريد أن أمارس حريتي على هدي هذه المكونات لشخصيتي.

لقد بدأت مسيرتي مع الحياة ساعياً وراء حياة أفضل لي ولأمتي ولمجتمعي الذي أعيش فيه ولكنني إنسان عربي القومية والمجتمع . وكوني فرد في هذا المجتمع وفي نفس الوقت جزء من مجتمع إنساني عام يعيش على سطح هذا الكوكب وعليَّ أن أتعامل وأمارس حريتي مع المجتمع الإنساني أيضاً من خلال السياسة والاقتصاد والثقافة.

ولكن الناس الآخرين يحلمون أيضاً ويطمحون لممارسة حرياتهم ويبنون حياتهم نحو الأفضل وهنا كنت دائماً أمام سؤال: هل يمكن لي أن أمارس حريتي وأطمح في تحقيق طموحاتي الفردية والجماعية على حساب سحق حريات وطموحات الآخرين ؟.

ترى هل يمكن أن أنعم بحريتي وأحقق طموحاتي الفردية والجماعية على حساب الآخرين ؟.

وماذا لو رفض الآخرون فرداً أو جمعاً ؟ وماذا تكون النتيجة ؟.

كنت دائماً أمام أحد أمرين:

إما أن أكون من مؤيدي الذين يريدون ممارسة حرياتهم الفردية والجماعية وتحقيق طموحاتهم على حساب سحق حرية الآخرين وطموحاتهم، وإما أن أكون من مؤيدي ممارسة الحرية الفردية والجماعية في توازن واعتراف متبادل مع الآخرين.

ترى أين تكمن الحقيقة ؟…

وجدت نفسي أمام خط واحد للوصول إلى فهم الواقع وهو الحقيقة، ولقد وجدت العلم الذي يوصلني إلى الحقيقة وهو الفلسفة ومن هنا أبدأ ولماذا الفلسفة ؟

بالفلسفة نفهم الواقع، بالفلسفة نستطيع كشف الحقيقة وعندما تكشف الحقيقة تستطيع أن تسير نحو حياة أفضل. الحقيقة تجنبنا الكوارث والمآسي الإنسانية، بالحقيقة نتعلم كيف نبني وكيف نعشق وكيف نتعامل مع بعضنا البعض كبشر. بالحقيقة ننشر الأمن والسلام والاطمئنان بين بني البشر.

ولكن ما هي الحقيقة ؟.

الحقيقة هي المعيار الذي يبنى على هديه كل معالم الحياة الإنسانية. وإن العقدة في الحقيقة اختلاف الناس في معرفتهم بها. الحقيقة تكشف عن نفسها من خلال الممارسة والحقيقة وهي واقعية. الحقيقة جوهرها واحد ولكن شكلها يتغير ويتجدد دائماً وأبداً حسب قانون الزمن .

وبناءاً على ما ذكرت في هذه المقدمة الفلسفية أعود إلى الواقع لنشاهد ما جرى وما يجري . من مشاهد وأحداث مؤلمة متمسكة بخيط الحقيقة لفهم ما حدث وما يحدث. ثم نحاول إصدار أحكامنا على ما جرى وما يجري في الواقع .

من مكونات الحقيقة أربع كلمات تتشابك مع بعضها البعض لتشكل لغزاً محيراً وإشكالية معقدة . إن فك الاشتباك بينهم يحتاج إلى جهد فكري وعلمي كبير يشترك فيه الناس جميعاً.

والكلمات الأربع هي: الإنسان والحرية والخير والشر تشكل الهدف الاستراتيجي للحياة الأفضل.

إن عظمة الإنسان تكمن في حريته.

خلق الإنسان ليعيش حراً . والحرية بالنسبة للإنسان تعني أن يتكلم الإنسان ما يشاء ويفكر بما يشاء . عواطفه ومشاعره وأحلامه وطموحاته ملكاً له .

حريته في أن يختار ما يشاء في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والفن.

حرٌ في ما يعتقد ويؤمن به ويغير ما يعتقد ويؤمن به متى شاء .

الحرية ليست عبثاً. رضا واتفاق مع الناس الآخرين الذين يشكلون معاً المجتمع . هذا الرضا والاتفاق غير ثابت خاضع لقانون التغير والتبدل . لا مجتمع دون حرية الفرد ، ولا حرية للفرد دون حرية للمجتمع .

لا سلطة على حرية الفرد سوى قناعة الفرد نفسه . شرعية حرية الفرد من قناعته . وشرعية حرية المجتمع من الأكثرية المقتنعة بالحقيقة. حرية الفرد والمجتمع تقابلها حرية فرد ومجتمع آخر .

ممارسة حرية الفرد والمجتمع على حساب سحق حرية الفرد والمجتمع الآخر يولد العنف وتبقى حرية واهية .

إن الغرور الناتج عن امتلاك القوة لا يمكن أن ترضخ له الحقيقة مطلقاً . هذا ما أثبته التاريخ البشري. وهذا ما أريد أن أثبته مع الواقع الحالي نفسه وليس من الخيال . لقد عرّفت نفسي وقلت إنني إنسان عربي أنتسب إلى أمة يبلغ تعدادها مائتان وخمسون مليوناً تمتد فوق مساحة جغرافية كبيرة من الخليج إلى المحيط . تمكن في بواطنها ثروات هائلة . نالت استقلالها السياسي منذ عقود عديدة. ومع ذلك يعاني تسعون بالمئة من أبنائها من الفقر والتخلف والصراعات النفسية والحروب المدمرة . تهددها الأخطار من كل الجهات. ومرشحة بموجب سياسة العولمة إلى أمة تابعة.

أمتي العربية تجاور أمماً أخرى ويشكلون معاً منطقة جيوبولوتيكية حساسة يطمع بها كل طامع  في هذه الدنيا .

فيها من التناقضات والسلبيات والقنابل الموقوتة التي يمكن أن تنفجر في كل لحظة . ليحرق الأخضر واليابس والنتيجة غرق الكل .

    ترى لماذا وما السبب الذي أوصلنا إلى هذا الواقع؟.

يسكن في منطقة الشرق الأوسط أمم أربعة: العربية – الفارسية – التركية – الكردية ، وهنا يكمن سر حقيقة تخلفنا الذي نعيشه اليوم. لقد أردنا أن نشوه بالحقيقة ونتنكر لها فعاقبتنا الحقيقة . والآتي سيكون أعظم.

بينت سابقاً في “دوحة الحرية” بأن طوفان نوح آخر آتٍ . ولكن ومع الأسف لم يعطينا أحد آذاناً صاغية ولم تدرس تلك الأفكار والرؤية بجدية وعمق . وها هي المياه بدأت تغمرنا من كل الجهات.

إن قصتي مع الحقيقة تشبه قصة النبي نوح عليه السلام تماماً . عندما انتشر الشر والفساد والحقد والكراهية والاقتتال بين الناس أنذر الله تعالى النبي نوح بحدوث طوفان هائل لمعاقبة الناس جزاء لعدم تمكنهم من العيش مع بعضهم البعض في حياة إنسانية عاقلة. وأمر نوح بصنع سفينة لكي يركب فيها من كل حي زوجاً .

وإنني وقبل حدوث الطوفان كتبت في “دوحة الحرية” قلقاً وخوفاً على الحياة في منطقة الشرق الأوسط وبينت طريق الخلاص ، ولكن يبدو أن تقدير تلك الرؤيا والأفكار التي أوردتها في ” دوحة الحرية ” جاءت مطالعتها بعد وقت متأخر . وها أني مرة أخرى أمسك بقلمي وأعصر فكري علني أستطيع أن أخدم الإنسانية والحياة في هذه المنطقة المعرضة للخطر . ترى: هل سيوجد في هذه المرة آذاناً صاغية للحقيقة الكردية .

الحقيقة الكردية والعرب والفرس والأتراك وأوربا وأمريكا جذورها التاريخية:

لقد بدأت تراكمات الحقيقة الكردية مع العرب منذ أن انطلق الإسلام من الجزيرة العربية ليتوسع شرقاً وغرباً وشمالاً بغية نشر الرسالة الإسلامية ودخلت كردستان وطن الأكراد ودخل معه الشعب الكردي في الإسلام. ومنذ ذلك الوقت خضع الشعب الكردي والفارسي بقيادة العرب المسلمين للإسلام يجاهدون معاً ويقاتلون في سبيل نشر الإسلام فكونوا معاً ثقافة مشتركة وعادات وتقاليد وأعياد ولقد برز من الأكراد قادة عسكريون ورجال فكر وفقه عظام في ظل الإسلام .

وبعد الانتهاء فترة الحكم العربي بدأت مرحلة الأتراك العثمانيين القادمين إلى المنطقة من شرق آسيا . بعد أن انضووا في ظل الإسلام وأخذوا الخلافة الإسلامية من العرب. ارتبط مصير العرب والأكراد معاً تحت القيادة العثمانية مدة أربعة قرون أخرى، بينما استطاع الفرس أن ينجوا بأنفسهم من الوقوع في ظل السيطرة العثمانية واتخذوا لهم منحة مذهبياً متفرعاً من الإسلام واتخذوه أيديولوجية لهم وأنشؤوا كياناً سياسياً انضم قسم من الشعب الكردي تحت سيطرتهم، وبعد حروب طويلة بين العثمانيين والفرس تم ترسيم الحدود بينهم بموجب اتفاقية قصر شيرين. بقي الشعب العربي والكردي رهن بالقيادة التركية العثمانية حتى بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914مـ . استطاع العرب بمساعدة أوربا “إنكلترا وفرنسا” التخلص من السيادة التركية العثمانية ووقعوا في فك الغرب بكيانات مختلفة : حماية – انتداب – ملكيات – استعمار وقسم الشعب الكردي شعباً وأرضاً مرة أخرى . بقي قسم من كردستان مع الفرس بموجب التقسيم الأول وضم قسم إلى العراق وقسم صغير إلى سورية بموجب التقسيم الثاني. وما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية استطاع العرب أن يصلوا إلى استقلالهم السياسي وأنشؤوا دولاً متعددة .

ولكن الشعب الكردي لم يحسب له حساباً من حسابات الغرب بل تآمروا مع الحكومات الوطنية في المنطقة على محاربة الشعب الكردي وطموحاته في الحرية كلما ثار وطالب بحقه. لم تحاول أي دولة من دول المنطقة التي ضُمَت إليها أراضي كردستان إيجاد حل للحقيقة الكردية ، بل كل الحكومات والأحزاب التي قامت في هذه الدول أنكرت تماماً وجود شعب كردي لديها بما فيهم الأحزاب الشيوعية، والسؤال: هل فعلاً يوجد شعب كردي وأرض اسمها كردستان في الواقع.؟

ما هي حقيقة إنكار وجود الشعب الكردي في حساب الربح والخسارة في البعد الاستراتيجي للشعوب الثلاثة:

العربية والفارسية والتركية .؟

لا بد من متابعة البحث للوصول إلى إظهار الحقيقة ، لقد خططت القيادات السياسية للأمم الثلاثة منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى والثانية وحتى الآن سياسات إستراتيجية تجاه الحقيقة الكردية وهي كالآتي :

لقد فكر الفارسي والعربي والتركي كلٍ من موقعه، إذا صهر الكردي وجعله فارسياً أو عربياً أو تركياً وضم أرضه إلى أرضه فيها مربحٌ كبير .

والسؤال الذي نريد أن نسأله: بعد مضي خمس وثمانون عاماً وبحساب الربح والخسارة هل ربح الفارسي والعربي والتركي أم خسر نتيجة هذه السياسة الاستراتيجية ؟ هل أصبح الكردي فارسياً أو عربياً أو تركياً ؟ ولـنتصفح صفحات التاريخ قليلاً ربما يجيبنا التاريخ ويظهر لنا الحقيقة .

لقد قالت إنكلترا يوماً ما إن الهند تاج بريطانيا العظمى ولا يمكن التخلي عنها، ولكن الحقيقة أجبرتها على التخلي عــــنها.

وقالت فرنســـــــــــــا يـــومـا مــــا أن الـجـزائـر فرنســــــية ، وبعد مليون شهيد أجبرتها الحقيقة على تـــرك الجــــزائر.

وقالت أمـــريـــكــــــا يــــومـــــاً مـــــــا بأنـــها لـــن تـتـخـــلى عـــن فـيـتـنـــام وتـخـلـت عـنـهـا وعـاقـبـتـهـا الــــحـقيقة .

وقالت إسرائيل أيضاً وباستمرار لا وجود لشعب فلسطيني وحقه في أرضه وهاهي اليوم تتخلى عن أرض شعب فلســطين.

لقد قالت روســــــــــــــــــــــــــيا بـأنـهـا لـــــن تـتـخـلى عــــــن الشـــــــيشــــــــــــــان وأجـبـرتـهــا الحقيقة على التخلي .

نعم هذا هو منطق التاريخ والحقيقة . لقد ظهر رجال عظام كثيرون الذين درسوا وفهموا حركة حقيقة التاريخ ولكن ظهر من بين كل هؤلاء رجل عظيم اسمه (( شارل ديغول )) .

ديغول أعلن وبصوت عال (( إن الجزائر للجزائريين وإن فرنسا تستطيع أن تعيش بدون الجزائر )) ويبدوا أننا في منطقة الشرق الأوسط نحتاج إلى “ديغول”  فارسي و”ديغول” تركي و”ديغول “عربي لكي يسود الأمن والسلام والرخاء في المنطقة .

ولنعد مرة ثانية ولنسأل: هل الساسة الذين خططوا لإنكار وجود حقيقة الشعب الكردي ووطن اسمه كردستان وتعاملوا مع هذه الحقيقة من خمسٌ وثمانون عاماً هل خسروا أم ربحوا؟.

ولنتخذ من العراق نموذجاً لهذا وإن ما ينطبق على العراق ينطبق على إيران وتركيــــــــــا أيضاً ((العراق والحقيقة الكردية)).

لقد تم إنكار حقيقة وجود الشعب الكردي في العهد الملكي وجرى محاربة كل انتفاضات والثورات بمنتهى الوحشية وبمساندة الإنجليز والفرنسيين ومن ثم الأمريكان .

ثم جاءت ثورة 14 تموز عام 1958 وتم وضع نص في الدستور العراقي ((على أن العراق وطن للعرب والأكراد)).

وعند التنفيذ انقلبت الثورة على نفسها وبدأت المناورات لعدم تنفيذ تلك الوعود للشعب الكردي ونشبت الحرب في عام 1961مـ وحتى عام 1975مـ  وتعاقبت قيادات سياسة مختلفة على العراق وحتى الآن تعاملت هذه القيادات مع الحقيقة الكردية على أساس جعلهم عرباً وضم أرضهم إلى أرض العرب ولنجمع الخسارة والربح في إنكار الحقيقة الكردية:

من أجل إنكار الحقيقة الكردية ومحوها من الوجود دخلت في حرب مع نفسها منذ استقلالها وحتى تاريخ كتابة هذه الأسطر ودفعت بذاتها للدخول في حرب مع إيران دامت ثماني سنوات ثم إلى غزو الكويت وتحت ستار الظلام وفي ليلة واحدة ألغيت دولة اسمها الكويت من خارطة العالم السياسي وأمام مرأى ومسمع العالم. وأنزل العراق بشعب الكويت وحضارته من قتل وخراب لا يمكن أن يتصوره عقل إنسان يعيش في القرن العشرين ثم أجبرته على إنكار الحقيقة الكردية إلى الدخول في حرب سميت بحرب الخليج الأولى ومن ثم الثانية وحوصر اقتصادياً منذ عام 1991مـ وحتى تاريخه . والشعب العراقي بأكمله يدفع ثمناً غالياً من الجوع والفقر والمرض وفقدان أبسط مواد الحياة. ومن بطش وقتل وسجن وتهجير ليس له بداية ولا نهاية . لقد انقسم الشعب العراقي إلى ذرات متناثرة وطنياً وجغرافياً ويقاتل بعضه البعض وانقسمت جغرافيته إلى شمال ووسط وجنوب.

وأعتقد أن العراق يحتاج إلى مئات السنين لمداواة جرحه واستعادة عافيته وهذا إذا سلم وبقي وطن اسمه العراق.

ترى أين هم هؤلاء الذين استلموا مصير هذا الوطن ملوكاً ورؤساء وحكومات وأحزاب والذين أنكروا حقيقة وجود الشعب الكردي.

أين الربح في ممارسة سياستهم المبنية على إنكار الحقيقة الكردية ؟.

ترى! هل كانت مشاكل الأمة العربية السياسية والاقتصادية والحضارية والثقافية متوقفة على إضافة ست ملايين كردي في العراق إلى مائتي وخمسون مليون عربي وإضافة بضعة كيلو مترات مربعة من أرض كردستان إلى المساحة الجغرافية من الأمة العربية الممتدة من الخليج إلى المحيط ؟

لو أحصينا الأموال التي أنفقت والناس الذين قتلوا منذ أن ضمت بريطانيا قسماً من جغرافية كردستان وشعبها إلى دولة العراق بعد الحرب العالمية الأولى وحتى الآن ترى كم سيكون المبلغ ؟.

وبالمقابل لو تم التعامل مع الحقيقة الكردية الموجودة وإنشاء علاقة سياسية وتاريخية بشكل حكم ذاتي أو فيدرالية أو غير ذلك حسب اتفاق الطرفين وعاش الشعبين المتآخين يبنون تاريخهم على أساس الاحترام المتبادل. ألم يكن ذلك مربحاً؟

أهل أعطى سياسة التعامل مع الحقيقة الكردية بالمدفع والطائرة والقنابل الكيماوية والسجن والإعدام والتشريد وإنشاء عشرات الأجهزة الأمنية ربحاً للعراق والأمة العربية؟ وهل أصبح الكردي عربياً أو العربي كردياً؟.

وهل نعم العراق منذ استقلاله بسلطته سياسة ديمقراطية ؟

وهاهو الشعب العراقي مقسم جغرافياً وبشرياً والكل يموتون جوعاً ومرضاً وفقراً ومئات الآلاف يهاجرون بحثاًً عن الأمن والسلام.

أين حكم العقل والمنطق من كل هذا؟ وأين الربح من هذا الواقع الذي ورثناه من هذه السياسات العقيمة؟

أليس التعامل مع الحقيقة الكردية كان سبباً في كل ما حدث ويحدث ؟

هناك من يقول: إن ما يحدث للعراق هو بسبب تدخل خارجي من قبل السوفييت سابقاً والآن من قبل الإنكليز والأمريكان . وها هم يصرخون وينادون للأمة العربية للوقوف معهم ضد أمريكا.

إن هؤلاء الناس إما أغبياء وإما أنهم يريدون من الناس الآخرين أن يكونوا أغبياء وإني أرد على هؤلاء وأقول: إن الحقيقة الكردية تاريخياً موجودة قبل الميلاد بخمسة آلاف عام وهي موجودة بجانب العربي والفارسي وفي العصر الحديث الحقيقة الكردية موجودة بجانب العربي والفارسي والتركي قبل أن تكون هناك دولة اسمها السوفييت أو إنكلترا أو فرنسا أو أمريكا بمئات السنين .  فإذا تعامل الساسة العرب أو الفرس أو الأتراك مع الحقيقة الكردية على أنها غير موجودة ومن صنع الأجنبي تلك هي أكبر خدعة وتلك هي المأساة التي جلبت الدمار والخراب إلى شعوب المنطقة برمتها.

ترى هل يتعامل الساسة العرب والفرس والأتراك مع الحقيقة الكردية على أنها موجودة ويتخلون عن أوهامهم كي تنعم شعوب المنطقة بالخير والأمن والسلام ويكون في ذلك أكبر كسب؟.

إن ما نراه اليوم وما حل بنا من بلاء من جيوش أمريكية وفرنسية وإنجليزية وقواعد عسكرية ونظم سياسية تسلطية وسجون وتشريد وحروب كلها من صنع غباء السياسة غير العاقلة في التعامل مع الحقيقة الكردية.

لقد قلت سابقاً في (( دوحة الحرية )) : “إن من يتعامل مع الحقيقة الكردية بخلاف الحقيقة سيكون كأس السم في انتظاره ، وإن في الحقيقة الكردية سر عميق وعميق جداً تكمن فيه خلاص البشرية”.

وها هي الآن الأحداث تتلاحق تباعاً وتثبت ما قلته . وسيأتي اليوم الذي سيبرهن للذين لم يقتنعوا بعد بسر عمق الحقيقة الكردية. وليرسموا سياسات متوافقة مع الحقيقة ولكن لا يركبوا حصان الغرور.

تربح الأمة العربية والفارسية والتركية فقط في حال التعامل مع الحقيقة الكردية على أنها موجودة والتفاهم معها على أساس سياسات مقبولة من الطرفين بدلاً من سياسة الإنكار والطائرة والمدفع . إن مثل هذه السياسة الحمقاء ستجر على الكل المآسي والويلات وإن طوفان نوح جديد سيحل بالمنطقة وسيغرق الكل معاً .

قلنا أن الحقيقة لا ترضخ للقوة وكل من يحاول ذلك ستعاقبه الحقيقة وإليكم البرهان.

أمريكا والقوة وتزييف الحقيقة والعقوبة.

الحقيقة الكردية وأمريكا.

لقد تصرفت أمريكا وإسرائيل وتركيا التابعة مع الحقيقة الكردية بمنطق القوة تماماً كما تصرف العرب والفرس والأتراك منذ سبعين سنة. لقد استنفرت أمريكا كافة أجهزتها الأمنية وتقنيتها الحديثة مع أجهزة الموساد الإسرائيلية وقامت بأكبر عملية قرصنة دولية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً وأمام مرأى ومسمع كل العالم المتحضر باعتقالها عبدالله أوجلان وهو رمز لحقيقة وجود أربعين مليون كردي وسلمته للمخابرات التركية ووضعته في السجن على أساس أنه شخص إرهابي لا يطابق مزاج أمريكا ومن معها.
وها هو عبدالله أوجلان في السجن هل انتهت الحقيقة الكردية ؟.

إن عبدالله أوجلان هو رمز لحقيقة كردية موجودة منذ خمسة آلاف سنة قبل الميلاد. ولكن هل قبلت الحقيقة بفعل أمريكا هذا.؟ لم يمضي وقت طويل لحكم الحقيقة، لقد أصدرت حكمها وكانت عقوبة قاسية بحق أمريكا ولا أعتقد أن هناك عقوبة أشد منها. لقد دفعت بأمريكا وبكامل قوتها إلى مستنقع كوسوفو، وأن ادعت أمريكا بأنها تدخلت لحماية شعب كوسوفو الألباني من الانقراض والصهر من قبل الصرب الذي يبلغ تعداده مليوناً فقط.

ترى هل هناك عاقل في الدنيا يمكن أن يصدق مثل هذا الادعاء ؟.

أما لماذا لا يمكن أن يصدق لنقارن الأقوال بالأفعال .

شعب كوسوفو يبلغ المليون وشكلت له أمريكا جيشاً سمي بجيش تحرير كوسوفو ومدته بالسلاح والمال والخبراء وسمتهم بالثوار الأحرار أما في المجال الدبلوماسي جمعت أمريكا وزراء خارجية ثلاث دول رئيسية من أوربا : إنكلترا وفرنسا وألمانيا وجاءت بممثلي كوسوفو والصرب إلى فرنسا وقالوا لهم حلوا مشاكلكم وبالمفاوضات السلمية . وللحقيقة نقول إنها كانت عملاً رائعاً من أمريكا وكم يتمنى الإنسان أن تقوم أمريكا وتضع كل ثقلها الحضاري والعسكري لحل تلك المشاكل العالقة بين الشعوب. ولكن برهنت الأحداث والأفعال على أن أمريكا تعاملت مع الواقع بحقيقة مزيفة وها هو الدليل:

عندما اعتقلت أمريكا عبدالله أوجلان وهو زعيم ورمز لحقيقة وجود الشعب الكردي يبلغ تعداده أربعين مليون من البشر محرومين من كل الحقوق الإنسانية وهم يطالبون بحقهم الشرعي الإنساني والذي أيدته كافة الشرائع السماوية والدنيوية إلا تركيا.
وسلمته للفاشية التركية وهي متنكرة لحق الشعب الكردي في الحياة منذ أكثر من سبعين سنة. وأعلنت الحرب على الشعب الكردي منذ عام 1980مـ وحتى تاريخه ودمر حتى الآن أكثر من أربعة آلاف قرية وتشريد مليون إنسان.

لم تحن أمريكا على حقوق الإنسان ولا على حق الحياة للشعب الكردي ولم تقم بكل هذا الجهد لحل هذه المشكلة وهذا يعني أن أمريكا ومن معها مؤيدة لإنكار الحقيقة الكردية ولكل الأعمال الوحشية والبربرية التي ترتكبها تركيا بحق الشعب الكردي ذلك بناء على مصالحها الأمنية والاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة.

فكيف يمكن للعالم أن يصدق أمريكا من أنها تدخلت في كوسوفو على أساس دافع إنساني وماذا كانت النتيجة ؟ وماذا كانت العقوبة التي عاقبتها بها الحقيقة ؟.

هناك شعب كوسوفو يلزمه حق تقرير المصير، وهم ثوار ويبلغ تعداده مليون وهنا شعب كردي لا يحق له حق تقرير المصير وهم إرهابيون ويبلغ تعداده أربعين مليون فإذا كانت أمريكا تتلاعب بالحقيقة هكذا وتتصرف على أساس مصالحها التجارية البحتة مع العالم، فلماذا لا يفكر الصرب بهذه الطريقة، فإذا كان لأمريكا مصالح تجارية وأمنية واستراتيجية فلماذا لا يكون للصرب مصالح تجارية وأمنية واستراتيجية؟.

فإذا ضحت أمريكا في سبيل مصالحها بأربعين مليون كردي فلماذا لا يضحي الصرب في سبيل مصالحه بمليون من أهالي كوسوفو.

وما دامت أمريكا لم تؤيد حق الشعب الكردي في الحياة ولم تؤيد الصرب أيضاً حق شعب كوسوفو وتلاعب الاثنان بالحقيقة وعاشوا حقيقة مزيفة، فعاقبت الحقيقة الاثنين معاً. أمريكا والصرب، فأشعلت الحرب بين أصحاب الحقيقتين المزيفتين.

ولننظر إلى نتيجة هذه الحرب والعقوبة التي أصدرتها بحقهم الحقيقة..

  1. انغمست أمريكا ومعها سياستها العولمة في وحل لا تستطيع أن تنظف نفسها منه مئات السنين.
  2. وأيضاً الصرب وقع في هذا المستنقع وجر على نفسه ويلات الدمار.
  3. وكانت الضحية شعبين لهم كل الحق في الحياة الحرة الكريمة تماماً كشعب أمريكا والشعب الصربي وهما الشعب الكردي وشعب كوسوفو.
  4. أمريكا تريد أن تؤمن مصالحها على حساب إبادة الشعب الكردي.
  5. والصرب يريد أن يؤمن على مصالحه على حساب إبادة الشعب الكوسوفي.

وها هو العالم المتمدن والمتحضر بكل تقنياته الحضارية ليعيشوا مع أبشع مشهد مريع مع كل ساعة تمر تزداد مأساة الإنسان.

{[ جاءت أمريكا لتكحلها فأعمتها ]}

مثل شعبي 

لقد ادعت أمريكا بأنها جاءت لخلاص مسلمي كوسوفو من الصرب فكانت النتيجة تشريد مليون ونصف كوسوفي من وطنه. خراب ودمار وقتل وهتك أعراض وسلب ونهب لا نهاية لها في كوسوفو.

وفي يوغسلافية تدمير الجسور والطرقات والكهرباء وخزانات البترول والمصانع والمطارات ومشافي الأطفال وكل ما هو حيوي لاستمرار حياة الشعب الصربي الذي بناه بعرق جبينه منذ آلاف السنين.

ولقد أعلنت أمريكا الحرب ولقد تحولت صواريخها الذكية إلى صواريخ غبية تقتل الناس بالجملة حتى قوافل المهاجرين والهاربين من الجحيم لم تسلم من صواريخها الغبية.

وهاهي أمريكا المغرورة بصواريخها الغبية وطائراتها الشبح وكامل قوتها العسكرية أمام صمود الشعب الصربي في مأزق وبات أمام أحد أمرين كلاهما مر:

  1. إما الاستمرار مع كل هذه الأعمال الوحشية والبربرية وتكون نتيجتها إلهاب العالم المتمدن بشعوبه في كافة القارات لتحرق كل ما هو أمريكي. ولن تستطيع تلك الأنظمة التي تعتمد عليها أمريكا لحماية مصالحها في العالم. لأن تلك الحكومات ذاتها ستقلبها شعوبها إن وقفت أمام غضبها.
  2. وإما أن توقف أمريكا القتال أو تعلن للعالم فشلها في سحق إرادة الشعب الصربي وكرامته الوطنية وعندها ستنقلب هيبة أمريكا إلى نقيضها.

لم يبق أمام أمريكا سوى الاستنجاد بروسيا التي أدارت ظهرها لها والاستخفاف بها عندما أشعلت الحرب للوصول إلى حل وسط لحفظ ماء وجه أمريكا. نعم هكذا يكون حكم الحقيقة.

        الآثار الناتجة عن هذه الحرب القذرة المزيفة:

  1. تحولت منظمة الأمم المتحدة إلى مهزلة. هذه المنظمة التي قامت نتيجة حربين عالميتين كلفت البشرية مئات الألوف من البشر كي تقوم بحل المشاكل الإنسانية بالطرق السلمية والحضارية وعلى أساس مبادئ وقوانين دولية.
  2. إن حلول حلف الناتو محل هيئة الأمم المتحدة في اتخاذ القرارات وتنفيذها وإعطاء الحق لنفسها في التدخل بأي مكان من العالم سيجر على الإنسانية مآسي كبيرة.
  3. وهذا يعني الرجوع إلى شرعية الغاب. المبني على الغرائز بدلاً من الشرائع الإنسانية المبنية على العقل والمنطق والعدل والمساواة بين الشعوب.
  4. إن أخطر ما ظهر نتيجة لهذه الحرب تلك الفقرة التي اتخذت فيها قرارات حلف الناتو في أمريكا والتي تخول نفسها في إدارة الأزمات في أي مكان في العالم وما أكثر الأزمات التي ستنفجر هنا وهناك.

ترى كم من القرى والمدن والمشاريع التي بنتها الشعوب بعرق جبينها خلال آلاف السنين ستهدمها صواريخ أمريكا الغبية. وكم من المآسي الإنسانية على طريق على غرار ما حدث لشعب كوسوفو.

أما كنت صادقاً عندما قلتُ أن طوفان نوح آخر سيحل بالبشر؟.

إن انفلات الغرائز من سيطرة العقل هي جوهر سياسة العولمة. باختصار شديد وهي السياسة التي تبشر أمريكا العالم بها وبدأتها في كوسوفو.

وكي لا نخون ضمائرنا قامت أمريكا بثلاث خطوات عادلة واستبشرت الإنسانية بالخير.

  1. عندما قامت بمساعدة الكويت بتحرير أرضها.
  2. عندما اعترفت أخيراً بأن الشعب الفلسطيني ليس شعباً إرهابياً وله حق الحياة وجمعهم مع الإسرائيليين ومن ثم عقد عدة اتفاقات بينهم والسير بهم في طريق السلام ثم ((عادت حليمة لعادتها القديمة)).

فبدأت بالشعب الكردي ثم بالشعب الكوسوفي والصربي بطشاً وإرهاباً ودماراً. ترى من سيأتيه الدور هذا ما ستقرره الأيام الآتية.

وأخيراً سنعود إلى البداية التي بدأت بها: قلت إن الحقيقة لا تخضع لقانون القوة والبطش. وبناءاً عليه ستجابه أمريكا هذه الأسئلة أينما ذهبت وحلت. سيسأل الناس كثيراً هذا السؤال: إذا كنتِّ يا أمريكا من أنصار حق الشعوب فلماذا فعلت ما فعلت بالشعب الكردي وبالشعب الكوسوفي والصربي وبناءاً على الحقيقة أقول:

إن الشعوب الأربعة التي اجتمعت فوق جغرافية تكمن في باطنها كل الخيرات المادية التي تؤهلها لحياة عصرية متقدمة ، تجمعها حقيقة واحدة ، وهي الحقيقة الكردية التي تعتبر من أخطر قضايا العالم المعاصر المتشابك المصالح.

إذا تعاملت هذه الشعوب مع هذه الحقيقة وفق قانون الحقيقة سوف تكون أراضينا كروماً وبساتين خضراء ومدننا ناطحات سحاب وحياتنا الاجتماعية أخوة وتعامل وتضامن وسنكون محل احترام وتقدير العالم أجمع.

أما إذا تعاملنا مع الحقيقة الكردية بموجب قوانين الغابة فستنقلب أراضينا وبساتيننا وكرومنا الخضراء إلى رماد. وستدمر مدننا. وقرانا وستتحول شعوبنا إلى شعوب لاجئة. وستنقلب حياتنا الاجتماعية بأكملها إلى عداوات وتشرذم واقتتال لا نهاية له.

لقد ولدنا نحن أبنا الأمة العربية والفارسية والتركية وتربينا منذ نعومة أظفارنا على إنكار حقيقة عائشة معنا في الحارة والمدرسة وفي العمل والسياسة وفي الوظيفة وهي الحقيقة الكردية.

إن برامجنا التعليمية بإنكارها لوجود هذه الحقيقة من المدرسة الابتدائية وحتى الجامعية فكيف نكون ديمقراطيين وأحرار ونطلب الحرية والتقدم لأنفسنا ما دمنا ننكر حق الحياة الحرة الكريمة لغيرنا.

هناك كثيرون من مثقفي هذه الشعوب يكتبون عن الحداثة والتطور والعلم والعلمانية واللحاق بالغرب ولكنهم ينسون أن لا تطور ولا تقدم ولا حداثة إلا في مجتمع تسوده مبادئ الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.

فكيف يمكن أن نكون ديمقراطيين ما دمنا قد تعلمنا منذ نعومة أطفالنا على اضطهاد غيرنا. وهاهي الحقيقة الكردية تدمر كيان المجتمع التركي كما دمر المجتمع العراقي والفارسي. وهاهي تركيا في تناقض مع نفسها وجيرانها ومع العالم أحزاب كاملة تلغى بقرارات عسكرية وتساق إلى السجون نواب منتخبون من قبل الشعب ورؤساء حكومات ووزراء وحتى رئيس الدولة يتهمون بالمافيا والفساد اغتيالات رهيبة للمثقفين والصحفيين ورجال الإعلان. مليارات من الديون الخارجية المطلوبة للدفع. عشرات من القواعد العسكرية تقام هنا وهناك لضرب جيرانها القريبين والبعيدين. محاربة العقيدة الإسلامية والتي كانت أساس وجود الشعب التركي في المنطقة.

إن محاولة بناء الجيوش الجرارة وجلب صواريخ وأسلحة الدمار الشامل إلى المنطقة لن يجلب سوى الدمار والخراب على الجميع. إن شعوب المنطقة بحاجة إلى مليارات من الأموال التي تنفق على أجهزة الأمن وشراء الأسلحة لبناء الجامعات. ومراكز الأبحاث العلمية والتعليمية.

إن شعوب المنطقة بحاجة إلى تربية الناس بروح ديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

لا تقدم لشعوب المنطقة إلا عندما تسود مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان بينها.

فهل نتجاوب مع صوت الحقيقة والعقل والمنطق؟ سؤال نوجهه للتاريخ المقبل.

وختاماً نقول:

إن الحقيقة الكردية لوحة فنية رائعة تكمن فيها سعادة البشرية وشقاؤها. ولكنها لوحة حزينة.

  1. إن كـنـت فـيـلســـــــوفـــاً ولـــم تشــغـل فـكـــرك هـــــذه الـلــوحة.
  2. وإن كنـت مــــؤرخــــاً ولـــم تشـــــــغل ذاكـــرتــــــك هذه اللوحة.
  3. وإن كــنـــت شــــــاعــــراً ولـــــم تـــلـــهـــب حماستك هذه اللوحة.
  4. وإن كــنـــت أديـبــــاً ولــم تــجــد قريحتك الروايات من هذه اللوحة.
  5. وإن كــنــت ســـياســـياً ولــم تتعامل مع هذه اللوحة بقوانين الحقيقة .
  6. وإن كنت رجل دين ولم تجعل من لسانك أداة للدفاع عن هذه اللوحة.
  7. وإن كــنــت أمـمـــياً ولــم تـرفـع صوتك للمحافظة على هذه اللوحة.
  8. وإن كنت مـطربـــاً ولم تنشد ألحانــــاً شــــــجية لـهــذه اللــــوحــــة.

فأنت تعيش حياة إنسانية مزيفة والويل لك من عقوبة تعاقبك بها الحقيقة.

وإلى اللقاء ومع صرخة أخرى حتى الوصول إلى الحقيقة .

 

حلب في    محمد تومة

14/ 8/1999مـ     أبو الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

أبو إلياس – طريق الحقيقة رقم 31

طريق الحقيقة رقم 31 موضوع الحلقة: هل امريكا هي القطب الوحيد الغير منازع لمئة سنة قادمة. ول…