أبو إلياس – طريق الحقيقة رقم 10
طريق الحقيقة رقم -10-
أخي المواطن السوري الحبيب.. عربياً وكردياً وقوميات أخرى.
إن وطننا الحبيب سوريا في خطر داهم وإنه يجابه كارثة . ولكي لا نفاجئ لهذا الخطر يجب على كل مواطن في هذا الوطن أن يتحمل مسؤولية أمنه وسلامته سواء أكان حاكماً أو محكوماً.
إننا نحتاج إلى وحدة وطنية وشعور وطني لمجابهة هذا الخطر ولا يمكن أن يكون هناك وحدة وطنية وشعور وطني يشعر بالمسؤولية . ما لم يتمتع كل إنسان بحقوق المواطنة الكريمة ولكوني مفكر حملت رسالة خدمة وطني سوريا وأمتي العربية والإنسانية متخذاً من قلمي وسيلة لإظهار الحقيقة لتكون لنا جميعاً مصباحاً تنير دربنا لنسير نحو الحياة الكريمة ولذا وجدت من واجبي أن أطرح رأي في هذا الوقت العصيب ، الذي يمر بها وطننا وقد رأيت بيان الآتي:
إن الحديث عن معاناة مواطننا في سوريا لا تحصى ولا تكفي عدة أيام عن سرد هذه المعاناة ، إننا دخلنا في مرحلة الأزمة وإن كل الحلول الإصلاحية لم تعد تجدي نفعاً.
إن إجراءات السلطة السياسية في سوريا الإصلاحية لا يمكن أن تؤدي إلى حل الأزمة وبالتالي لا يمكن لتلك الإجراءات الإصلاحية أن تترك أثراً تذكر في تحسين مصلحة المواطن بل لقد زادت من أزمة الثقة بالسلطة السياسية.
ولنقول بصراحة: إن 98% من الشعب السوري يكرهون السلطة السياسية وأن نسبة 2% فقط يؤيدون السلطة ((وهؤلاء هم المنتفعون)).
ترى أين يكمن الحل قبل أن تقع الكارثة ؟
إن على السلطة السياسية في سوريا أن تعالج أمرين فوراً وبشكل متوازن ومتلازم للعلاقة الجدلية التي تربطهما معاً.
- أمن المواطن السوري.
- أمن الوطـن الســوري.
1ً- أمن المواطن: وهذا شأن داخلي تستطيع السلطة السياسية في سوريا التحرك به بسهولة . ويترجم حركته هذا بإعطاء حق المواطنة الحقيقية للمواطن وذلك برفع مستوى دخل المواطن وتأمين الدواء والشيخوخة مع الحرص على الاعتناء بكرامته من الغبن والغش والتهميش والتسلط. بالإضافة إلى تحريك الاقتصاد والتجارة اللذان هما العمود الفقري للمجتمع.
2ً-أمن الوطن السوري: من المعروف أن الشعب الكردي يعش إلى جانب الشعب العربي منذ آلاف السنين. ولقد بنينا معاً الكثير من الجسور والقلاع والجوامع وخضنا المعارك معاً بقيادة صلاح الدين الأيوبي وأخرها في العصر الحديث في سبيل استقلال سوريا بقيادة المجاهد الكبير إبراهيم هنانو ضد المستعمر الفرنسي على سوريا.
كما يجب التأكيد أن الشعب الكردي الآن أصبح يشكل قوة سياسية وعسكرية في المنطقة وعلى المستوى الدولي ولا يمكن تجاهله أو انكاره.
وهناك من يقول إن الشعب الكردي في سوريا يشغل بعض المناصب والوظائف وإن أكثر من نصف عناصر الأجهزة الأمنية هم من القومية الكردية وهناك منهم أيضاً البعثيون والمخبرون.
وجوابي لهؤلاء: إن غريزة الحياة عند الإنسان أقوى من غريزة الموت. وهم يدافعون عن حقهم في الحياة بعد أن جردوا من أبسط حقوقهم الإنسانية . لأن حق الشعوب ليست حقوق تموينية . زيت وسكر ورز . بل هي حقوق سياسية بالدرجة الأولى ولا ندعي الانفصال . ولا يوجد هناك كردي في سوريا يدعوا إلى الانفصال . بل حق المواطنة السورية.
- الاعتراف بوجود الشعب الكردي في سوريا إلى جانب الشعب العربي والأقليات الأخرى [وليس هناك شعب من درجة أولى وشعب من درجة ثانية ودرجة ثالثة] إن سوريا لكل السوريين – وعندما لم يحصل الشعب الكردي على حقوقه السياسية من السلطة السياسية في سوريا فإنه سوف يحصل عليها من الشيطان.
- إلغاء الإجراءات التعسفية القسرية بحق /150/ ألف مواطن سوري من أصل كردي . وإعطائهم الهوية السورية التي جردوا منها.
- الاعتراف باللغة الكردية في سوريا والحق بإنشاء المدارس الكردية.
- إنشاء إذاعة و تلفزيون كردي.
- إنشاء مراكز ثقافية كردية ونوادي كردية ((رياضية وسياحية)).
- إلغاء القانون العنصري والذي سمي باسم الحزام العربي وكل الإجراءات التي ترتبت عليه وعودة أصحابها الشرعيين من أصل كردي إلى أراضيهم وقراهم والتي انتزعت منهم قسراً.
- السماح بإنشاء أحزاب كردية معترف بها.
وعندما نتكلم عن الشعب الكردي فإننا لا نستطيع أن ننس معاناة الشعب العربي في سوريا أو يضيع حقه في حياة مواطنة كريمة.
إن حق الشعب العربي في سوريا:
- الديمقراطية وحق التعبير وحرية الصحافة والكتابة . فلا فيتو على الفكر.
- حرية الترشيح والانتخاب دون إكراه أو تزوير أو فرض قوائم قسرية مسبقة تحت أية تسمية كانت.
- حقوق الإنسان.
- المجتمع المدني.
- تقليص دور الأجهزة الأمنية التسلطية التي لم يعد مبرر لوجودها . واقتصار دورها على مكافحة الجاسوسية وأعمال التخريب والتي قد تأتي من الخارج.
- جهاز الشرطة فقط المسؤول على مكافحة جرائم القتل والسلب ومخالفة قوانين الدولة ويكون هذا الجهاز تحت إشراف السلطة القضائية.
إن الضرورة التاريخية والوضع الراهن تتطلب من السلطة في سوريا المبادرة فوراً باتخاذ قرارات سياسية استراتيجية بعيدة عن القرارات الإصلاحية أو التكتيكية أو ترتبات أمنية والتي ستزيد من معاناة المواطن وتبعده عن السلطة السياسية . إن الظروف الإقليمية والدولية تفرض على السلطة السورية أن تعي مسألة الوقت بصورة جيدة لأنه بدأ العد التنازلي يتجه نحو الصفر بصورة سريعة . وخاصة لعدم وجود توازنات دولية وأن المرحلة السابقة كان بالإمكان أن يسلك الإنسان سلوكاً مدللاً . إن مرحلة الدلال قد انتهت وأصبحت حقيقة الشيطان واضحة . لقد انتهت مرحلة انعزال الشعب السوري عن العيش مع هذا الكوكب وليعيش بخياله على كوكب المريخ.
إن المراهنة على الدور الفرنسي العجوز لن يطيل عمر السلطة السياسية أبداً بل سوف يعجل بانتهاء السلطة السياسية في سوريا.
إن القرارات السياسية الخاطئة سوف تؤدي إلى إنهاء السلطة السياسية وتحل علينا الكارثة على السلطة السياسية والشعب معاً. وتدمير وطننا الغالي على قلوبنا جميعاً. ويصبح وطننا بلا سلطة وعندها سوف لن يبق لا أمن ولا أمان ولكم في العراق خير شاهد مع فارق وحيد هو أن أعمال السلب والنهب والسرقة والإجرام سوف تكون أكثر عنفاً وأكثر شراسة بآلاف المرات وهم يعرفون تماماً ممن سوف يسرقون.
إن قرارات السلطة الصائبة سوف تزيد من ثقة المواطن بالسلطة السياسية . وسوف تؤدي إلى خلق جبهة داخلية متينة . وسوف تحسب له ألف حساب من قبل قوى خارجية. وسوف تصبح سوريا كتلة من النار لا يمكن لأحد أن يتقرب منها . وبذلك تعش السلطة السياسية ويعش معها الشعب السوري بكل قومياته المتآخية . ويصبح وطننا سوريا محل احترام وتقدير في هذا العالم.
وأخيراً: يجب التأكيد بأن سوريا تجابه ومحاطة بعدة قضايا:
- القضية الفلسطينية.
- وجود حزب الله.
- المسألة الكردية.
- وجود عراقيين من أجل الابتزاز المالي.
- الديمقراطية.
- حقوق الإنسان.
- المجتمع المدني.
- والقائمة تطول على لائحة الشيطان.
حلب في محمد تومة
23/5/2003م أبو إلياس
أبو إلياس – طريق الحقيقة رقم 31
طريق الحقيقة رقم 31 موضوع الحلقة: هل امريكا هي القطب الوحيد الغير منازع لمئة سنة قادمة. ول…