‫الرئيسية‬ طريق الحقيقة أبو إلياس – طريق الحقيقة رقم 24

أبو إلياس – طريق الحقيقة رقم 24

طريق الحقيقة رقم -24-

 

السيد الرئيس بشار الأسد

من أجل شعبنا.

من أجل وطننا.

من أجل أن ننعم جميعاً بالأمن والسلام في وطننا الغالي.

السادة الأعزاء:

تستطيع السلطة في سوريا أن تفعل ما تريد بفعل القوة التي بيدها من جيش وشرطة وأجهزة أمنية ودعاية وإعلام وعليه تستطيع أن تلغي مدناً أو تهجر سكانها وتقتل ما تريد وتسجن ما تريد وبالعدد الذي ترغبه.

ولكن السؤال الذي نريد أن نسأله: هل سوريا الآن تعيش على كوكب المريخ خارج نظام كوكب الأرض؟

فإذا تأكدنا من أن سوريا تعيش على كوكب الأرض فلا بد أن تكون محكومة بعاملين:

1- قراءتنا للتاريخ المعاش.        2- التوازن الدولي.

 

قراءتنا للتاريخ المعاش:

إن العامل الاقتصادي يشكل الهم الأول للمواطن السوري بعربه وأكراده وكل القوميات الأخرى، ومن المعروف أن العدد السكاني في سوريا يزداد يوماً بعد يوم وبشكل مطرد، وكل الذين يعيشون على الأرض السورية بحاجة إلى المأكل والملبس والمسكن والوظيفة والعمل والثقافة والصحة والأشياء الخدمية الأخرى التي لا تنتهي. وإن السلطة في سوريا ملزمة بتأمين كل شيء للمواطن. بالإضافة إلى أمنه وحمايته. ولا أعرف وأنتم في قصور السلطة هل تسمعون بكاء أطفال سوريا من الجوع؟ والتي قريباً سوف تتحول إلى صراخ. عندها تبكي النساء وعلى الرجال أن تحمي أطفالها ونساءها من المجاعة. فإذا حدثت ثورة الجياع هل تستطيع مئات الأجهزة الأمنية اسكاتها ( وهل الأجهزة الأمنية أشخاص غير آدميون محرومون من صرخات أطفالهم وبكاء نسائهم الجائعة؟).

والسؤال الذي يبقى: إذا ما حدثت ثورة الجياع هل هناك معناً للقومية العربية أو الكردية أو الأقليات الأخرى. بالفعل سوف تبقى سوريا وطناً للجميع ما عدا الذين لم يقرؤوا التاريخ.

التوازن الدولي:

إن من لم يعرف قراءة التاريخ والتوازن الدولي هو خارج التاريخ (أي خارج الزمان والمكان ).

إن التوازن الدولي في الوقت الحاضر محكوم بالقطب الواحد وهو الاستراتيجية الأمريكية، ولا تتغير هذه الاستراتيجية بتغير حكامها. ومن يريد أن يصطدم مع هذه الاستراتيجية سوف يدفع ثمنها.

لقد قلنا وأكدنا في طريق الحقيقة رقم 20 (المفتاح) وكذلك طريق الحقيقة رقم (21) و(22) و(23) أن أمريكا لها استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط وبدأت بتنفيذها عملياً على الأرض فقد أقامت العديد من المطارات والسكنات العسكرية في شمال العراق (كردستان الجنوبية) وكان آخرها شراء أربعة عشر قرية كردية ودفعت مبالغ طائلة لسكانها من أجل مغادرتها فوراً لإقامة قاعدة أمريكية استراتيجية.

لقد وقعت في مدينة القامشلي مجزرتان رهيبتان قامت بها الأجهزة الأمنية السورية الأولى في 12 آذار قبل عامين والثانية في هذا العام بتاريخ العشرين من آذار 2008. راح ضحيتها عدد كبير من القتلى والجرحى بالإضافة إلى سجن البعض الآخر.

إن أصحاب القرار في السلطة مطالبون بالحكمة والتعقل والتبصر بعاقبة الأمور من أي استفزاز للجانب الكردي. مع تحسين وضع الأكراد الاجتماعي والمادي والحاقهم بالصف الوطني السوري من خلال تغيير الدستور السوري والاعتراف بهم وإعادة حقوقهم كاملة غير منقوصة.

إن الشعب الكردي في سوريا أصبح محقوناً تماماً ضد الأجهزة الأمنية وهو مقبل على ثورة وراءها أكثر من مليون إنسان كردي قد تنطلق من القامشلي أو عين العرب أو عفرين والله أعلم. ومن المؤكد سوف يكون لديهم نصيب كبير من الشهداء قد يتجاوز العشرة آلاف، عندها سوف تطلب أمريكا من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بإصدار قرار خط عرض على شاكلة خط عرض 36 درجة بالعراق. لحماية الأكراد في سوريا عندها سوف نسمي المنطقة الخاضعة لقرار الأمم المتحدة بكردستان الغربية أو كردستان تحت الخط كما يسميها بعض الأكراد (kurdistana binxete). وما على السلطة في سوريا سوى سحب كل أجهزتها الأمنية والشرطية وآخر جندي سوري إلى ما وراء خط العرض.

وأنا أسأل: هل تستطيع السلطة في سوريا حين ذاك الاعتراض على هذا القرار ومنع تنفيذه؟

إنني أؤكد:

  1. إن الاعتماد على الدور التركي غير مجدي. لأن تركيا غارقة بمشاكلها الداخلية بعد انسحاب جيشها المقهور ذو المئة ألف جندي. علماً أن دورها الإقليمي والعالمي قد انتهى بعد ذهاب التوازن الدولي عام 1990مـ وذهاب الاتحاد السوفيتي معه.
  2. الاعتماد على الدور الإيراني ( فإن رقبة الرئيس الإيراني نجاتي ليست بأفضل من رقبة صدام حسين). لأن أمريكا لن تسمح بوجود قوة نووية قريبة من حقول النفط. بغض النظر على وجود هذه الأسلحة النووية في كل من الهند وباكستان حيث الظروف الدولية آنذاك كانت مختلفة تماماً.

وأخيراً: من أجل حماية سوريا شعباً وأرضاً وسلطة.

  1. العمل على تعزيز الوضع الاقتصادي المتدهور قبل فوات الأوان وقيام ثورة الجياع عندها لا ينفع الحديث عن القومية العربية ولا الكردية.
  2. ضرورة تغيير الدستور السوري بما يتناسب مع سمة العصر وروحه وذلك بالاعتراف بمكونات المجتمع السوري من قومية ولغة وبكل الحقوق الإنسانية التي تحفظها حقوق الإنسان.

حلب في                                            محمد تومة

5/4/2008                                        أبو إلياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

أبو إلياس – طريق الحقيقة رقم 31

طريق الحقيقة رقم 31 موضوع الحلقة: هل امريكا هي القطب الوحيد الغير منازع لمئة سنة قادمة. ول…